آخر الأحداث والمستجدات 

مأساة أسرة تعيش في كوخ من بقايا البلاستيك بمكناس

مأساة أسرة تعيش في كوخ من بقايا البلاستيك بمكناس

بلغة مثقلة بالهم والغم ،وبلسان عاجز عن سرد تفاصيل ضنك العيش في كوخ بلاستيكي قرب المسجد بحي مرجان واحد، لا تتوفر فيه أدنى ضروريات الحياة ،تروي الأم والألم يعتصر قلبها وعيناها مغرورقتان بالدموع ،تقول أنها  تقيم رفقة زوجها وابنيها تحت بقايا قطع من البلاسيتك منذ ما يزيد عن 8 أشهر وصفتها بالعجاف ،عقب طردهم عنفا من مرآب كانوا يسكنونه على وجه الكراء بحي النعيم بمكناس ،من طرف مالكته وابنتها اللتين أرغموهم على مغادرة هذا المرآب تحت وابل من السب والشتم والتعنيف ،والإلقاء بما يمتلكونه من أثاث خارج المرآب المكتري بمبلغ 5مئة درهم شهريا ،على حد تعبير الزوجة .الأمر الذي دفعها إلى تقديم شكاية في الموضوع إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمكناس بتاريخ 30/01/2015، نتوفر على نسخة منها ،والتي لم يعرف مصيرها لحد كتابة هذه السطور تقول الزوجة .

وبزيارة ميدانية يظهر أن الكوخ عبارة عن قبو بدائي لا يتوفر على أدنى مواصفات وشروط الحياة  الإنسانية الكريمة، مساحة ضيقة تأوي الجميع أيام الحر والقر ،والتزود بالماء يتم عبر الجيران أو المسجد عند فتحه في أوقات الصلاة ،وأشياء أخرى يعجز اللسان عن ذكر فظاعتها .

مأساة تتكرر يوميا أمام أنظار المارة وأعين رجال السلطة ،ولا أحد يكترث بهذه الوضعية البعيدة كل البعد عن وصف الكرامة ،في زمن كثر فيه التبجح بالعولمة والتنمية المستدامة، وما إلى ذلك من كلام رنان يحجب الحقيقة على سامعيه.

يصادفك وأنت بمدخل الكوخ /الكهف طفلين (صلاح 7 سنوات ،لم يقرأ ما خط الزمن الرديء فوق جسده من ندوب القهر . وصابر8 سنوات، صابر على الواقع باتجاه النزلاق في دوامة  الانحراف، يمسك بيده قطعة ورق مقوى ،هي كل ما يملك من حطام دنياه ليتخذها فراشا ) على شفتيهما ابتسامة منكسرة ،امتزجت حياتهما بنكهة الأوساخ والأمراض ،في ظل مكابدة براثين الفقر المدقع الذي حرم الطفليمن من التسجيل في لائحة المتمدرسين أقرانه.

 تروي الأم خديجة لا يوحي وجهها المهموم أنها في العقد الثالث، بل عجوز في الغابرين ،تقول أنها تقضي رفقة أسرتها الصغيرة ليالي بيضاء أيام هبوب الرياح ،وتهاطل الأمطار ،مما تسبب سوء هذه الحالة المزرية في إصابة الطفلين بأمراض وعصبية نجمت عنها اضطرابات نفسية رافقت الأب لشهور عانى فيها البطالة وقلة ذات اليد ،ورغم كل هذه المآسي لا زال لسانهم يلهج بحمد الله آملين في فرج قريب.

ومن أجله توجه الأسرة صرختها لأصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة ،العمل على إيجاد حل يقي الطفلين عثرتهما ،ويحفظ للأسرة كرامتها.وكل أملها معقود على تدخل السلطات المحلية لانتشالهم من شرنقة حياة مؤلمة، يمكن أن تأزم الوضع وخاصة في شهر الصيام .فطوبى لمن ساعد هذه الأسرة على حل مشاكلها في هذا الشهر المبارك "والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" 

الخياطي الهاشمي

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : الخياطي الهاشمي
المصدر : العلم
التاريخ : 2015-07-02 10:03:00

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك